هذا الكتاب
يتناول الكاتب شخصية يوحنا المعمدان،والذي ارتبطت إرساليته بمجيء المسيح إلى أرضه وإلى مملكته, كالملك الذي يقيم ملكوته بين شعبه في أورشليم. وكان يوحنا هو المنذر والمنادي للشعب بالتوبة واقتراب ملكوت السموات.
ويرسم لنا الكاتب الحالة الأدبية التي كانت لإسرائيل عند مجيء المسيح، ومدى ارتداد الشعب عن الله، غير أن هناك بقية من العشارين والخطاة وفقراء الأرض الذين برروا الله بمعمودية يوحنا.
كما يرينا يوحنا المعمدان في البرية وانفصاله عن شرور الأمة وارتدادها، إذ رفض ثيابها الناعمة التي في قصور الملوك، واكتفى بوبر الإبل ثوباً له ومنطقة من جلد على حقويه، وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً. وظل في البراري حتى خروجه للخدمة.
وكان سر قوة يوحنا هو نذره الذي عاش به طوال حياته منذ طفولته إذ كان مملوءا بالروح. ولم يدنس نذره وظل سالكا بالبر ومنفصلا عن الشرور المحيطة به كل أيامه. ليت هذه السيرة تحفزنا للعيشة في مسالك البر كمكرسين للرب في هذا العالم الفاسد شاهدين لنعمته وقداسته قبل انتهاء زمان النعمة.
